غزة تنزف تحت الظلام … فهل من مجيب؟؟؟
ظلامٌ دامس .. وبردٌ قارس… وأفواهٌ جائعة … وأطفالٌ تموت في الشوارع والبيوت … أين انتم من كل ما يحصل في غزة… غزة الصمود.. وغزة الوحدة… وغزة الفلسطينية…
هي أرض من فلسطين هي بقعة من أرضنا المغتصبة… كلنا غزة وكلنا فلسطين… أين هم من خاضوا الاجتماعات الطارئة والمؤتمرات الصاخبة ومن وقعوا من أجل السلام ومن أوقعونا في جذور الاستسلام أمام عدو غاصب اغتصب الأرض والوطن والهواء والماء.. أين انتم وغزة تنزف تحت الظلام الهالك … الظلام الذي لم يعد لغزة كهرباء وفقط بل هو ماء وغذاء ودواء.. فكم من نداء يجب على غزة أن تصرخ في وجه حكامٍ لا يملكون لأنفسهم حتى القرار ولا يملكون مفتاح الفرار من كارثة انسانية صعدت فوق أشلاءٍ ماتوا أحياء..
آآهٍ وألف آآه يا غزة ماذا تنتظرين من كارثة تقبعين أسفلها وهي لم تحرك ساكناً في العواصم الاسلامية و العربية وكأن هناك توافقاً بين الجميع على تمرير الجريمة، التي تعد عقوبة جماعية للمدنيين، تنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي وأبسط حقوق الإنسان….
ماذا تنتظرين أيتها الحزينة من حكامٍ لا يبالون بالآلاف من الحالات المرضية المتعرضة يومياً لخطر الموت وأصحابها بحاجة ملحة للعلاج خارج غزة لكنهم غير ممكنين من المغادرة بسبب الحصار، علماً بأن سبع حالات لقيت ذلك المصير بالفعل وتوفي اصحابها تباعاً.
هو قهرٌ يا غزة وأيُ قهر… القهر الاقتصادي الذي تمارسه اسرائيل في غزة يتوازى مع قهر آخر تمارسه الأجهزة الأمنية ضد نشطاء حماس في الضفة كأن الاسرائيليين تكفلوا بتأديب كل قطاع غزة (مليون ونصف مليون نسمة) وبالمقابل تكفلت أجهزة السلطة بتأديب نشطاء حماس في الضفة. وذلك كله يتم وسط صمت عربي مدهش وتأييد أمريكي حدوده مفتوحة لكل الممارسات لكي يمتزج الذبح بالتمثيل بجثة القطاع…
إن هذا الذي يحدث للقطاع يفوق قدرة العقل على التصديق، ويمثل صفحة مشينة في سجل الجميع، الفاعلين والمتسترين والمتفرجين، والعرب من المحيط الى الخليج.. وهي وصمة عار نحملها فوق رؤسنا العربية المتخمة بالخضوع لأوامرٍ أمريكية واسرائيلية قذرة لا تبالي بالمدنين ولا بالأبرياء .. هي صفعة في وجه الكرامة العربية التي اغتيلت منذ زمن طويل…
فلا تحزني .. غزة إن الله معنا….